بعد إتمام خطوة حصر الورثة وتحديد كل من له حق في التركة، تأتي المرحلة الأكثر أهمية وحساسية: تقسيم الميراث الشرعي. هذه العملية تتطلب دقة متناهية وإلمامًا بالقواعد الفقهية والقوانين السعودية لضمان حقوق جميع الورثة وتجنب الخلافات المستقبلية. في هذا الدليل، نقدم لك نظرة مبسطة على كيفية إتمام هذه العملية بشكل قانوني وعادل.


أسس تقسيم الميراث الشرعي

يعتمد تقسيم الميراث الشرعي على مجموعة من الأسس الراسخة في الشريعة الإسلامية، والتي تضمن توزيعًا عادلًا بناءً على درجة القرابة ونوعها. أهم هذه الأسس:

  • أصحاب الفروض: وهم الورثة الذين حدد لهم الشرع نصيبًا معينًا من التركة، مثل الزوجة، والأب، والأم، والبنت.
  • العصبة: وهم الورثة الذين يأخذون ما تبقى من التركة بعد أصحاب الفروض، مثل الأبناء والذكور من الإخوة.
  • الوصية والدين: قبل البدء في التوزيع، يجب سداد ديون المتوفى وتجهيزه، ثم تنفيذ وصيته (إن وجدت) في حدود الثلث من التركة.

أنواع قسمة التركة في السعودية

في المملكة العربية السعودية، تتم قسمة التركة بإحدى طريقتين، حسب اتفاق الورثة:

  • القسمة الرضائية: هي الطريقة الأسهل والأسرع، وتتم باتفاق جميع الورثة البالغين والعقلاء على آلية معينة لتقسيم التركة. يمكن أن يتم الاتفاق على بيع الأصول وتقسيم المال، أو تخصيص كل أصل لواحد من الورثة، أو غير ذلك. يتطلب هذا النوع من القسمة توثيقًا رسميًا لاتفاق القسمة لدى الجهات المختصة لضمان حقوق الجميع.
  • القسمة القضائية: يتم اللجوء إليها في حال عدم اتفاق الورثة، أو وجود قاصرين، أو ورثة غائبين. في هذه الحالة، يتم رفع دعوى قضائية لدى المحكمة المختصة، التي تقوم بدورها بتعيين خبراء لتقييم الأصول وإصدار حكم قضائي بتوزيع التركة وفقًا للأنصبة الشرعية، وهو حكم ملزم لجميع الأطراف.

خطوات عملية لتقسيم التركة

لضمان سير عملية القسمة بسلاسة، إليك أهم الخطوات التي يجب اتباعها:

  1. حصر الورثة والأصول: تبدأ العملية بتحديد من هم الورثة الشرعيون وجميع أصول المتوفى (عقارات، أموال، أسهم، إلخ). يمكن العودة إلى مقالنا السابق عن حصر الورثة للمزيد من التفاصيل.
  2. سداد الديون والوصية: قبل توزيع التركة، يتم سداد أي ديون على المتوفى، ثم تنفيذ الوصية المعتبرة شرعًا.
  3. تحديد أنصبة الورثة: يتم حساب حصة كل وارث بناءً على الأنصبة الشرعية، وهي عملية تتطلب خبرة ودقة لتجنب الأخطاء.
  4. صياغة عقد القسمة: في حالة القسمة الرضائية، يتم إعداد عقد تفصيلي يوضح كيفية توزيع الأصول وتوقيع جميع الورثة عليه. يجب أن يتم توثيق هذا العقد ليصبح له قوة قانونية.

دور محامي التركات في عملية القسمة

إن الاستعانة بـ محامي تركات متخصص أمر بالغ الأهمية، خصوصًا في عملية القسمة. دور المحامي لا يقتصر فقط على تقديم المشورة، بل يمتد ليشمل:

  • الحساب الدقيق للحصص: يضمن المحامي أن الحسابات تتم وفقًا للأنصبة الشرعية والقانونية الصحيحة.
  • الوساطة في النزاعات: يعمل على تقريب وجهات النظر بين الورثة لتجنب اللجوء إلى المحكمة، ويساعد في صياغة اتفاقيات ترضي الجميع.
  • التوثيق القانوني: يتأكد من أن جميع الإجراءات موثقة بشكل سليم، سواء كانت قسمة رضائية أو قضائية، مما يضمن عدم وجود ثغرات قانونية.

الخلاصة

عملية تقسيم الميراث الشرعي هي الخطوة النهائية لإنهاء ملف التركة وضمان حصول كل وارث على حقه. إن فهم هذه الخطوات والاستعانة بالخبرة القانونية المتخصصة هي أفضل طريقة لضمان سير العملية بسلاسة وعدالة. في مكتب الحقيل للمحاماة، نقدم لك الدعم الكامل لإتمام عملية القسمة وتوثيقها، لضمان حقوقك وتفادي أي مشاكل مستقبلية.

Related Posts

Leave a Reply

آتصل بنا